وفي جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية أمس قال باراك انه أصدر تعليماته للجيش باعداد خطة للرد على الصواريخ الفلسطينية. وتحولت جلسة الحكومة إلى مناسبة لتبادل الاتهامات بين باراك من جهة وعدد من الوزراء، الذين اعتبروه مسؤولاً عن المس بقوة الردع الإسرائيلية من خلال رفضه الشروع في عملية عسكرية. وكان أكثر المنتقدين لسياسة باراك القائم باعمال رئيس الحكومة حاييم رامون الذي دعا الى اسقاط حكم حماس فوراً. وقال رامون «يتوجب على الحكومة أن تحدد هدفاً واضحاً يتمثل في اسقاط حكم حماس وبعد ذلك يترك للجيش والأجهزة الأمنية الأخرى وضع الخطط للقيام بذلك»، مؤكداً أنه بخلاف الانطباع القائم حالياً، فإن معظم قادة الجيش والاستخبارات يؤيدون شن عملية عسكرية كبيرة ضد القطاع حالياً. وانتقد موفاز باراك قائلاً «من يريد ان يجلس في الطابق 14 في وزارة الجيش الاسرائيلية عليه ان لا يستمر في الجدل.. ماذا ينتظر باراك ان يحدث اكثر للرد» مشيرا إلى أنه من غير المعقول ان يكون الرد هو اغلاق المعابر التجارية مع غزة وفتحها. واضاف «يوجد العديد من الحلول لدى الجيش للرد على هذا التصعيد من قبل حماس واطلاق الصواريخ باتجاه بلدات يهودية». وزعم موفاز ان حماس طالبت في الماضي بالتهدئة ولا يعقل اليوم ان هذه المنظمة تتحكم في الامور، وتفرض على الواقع التصعيد والتهدئة كما تشاء، مشيرا الى انه يوجد في خزينة الجيش العديد من الحلول التي يجب ان تعمل فورا ودون مزيد من الجدل لوقف هذا التهديد المستمر من حماس. وأشار المعلقون الإسرائيليون الى المعضلات التي تواجه إسرائيل بشأن خياراتها العسكرية تجاه غزة. ففي تحليل معمق، عدد اليكس فيشمان كبير المعلقين العسكريين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الأسباب التي تدفع القادة الإسرائيليين للحذر من التورط في عملية عسكرية والأسباب التي تدعوهم لشنها. ومن ضمن الأسباب التي اشار اليها فيشمان كمصدر قلق للمسؤولين صدمة حرب لبنان الثانية، والخوف من التورط في عمليات قد لا تمكن اسرائيل من الخروج من غزة في نهاية المطاف. وشدد فيشمان على ان الجيش يخشى من سقوط اعداد كبيرة من الجنود، مشيرا الى أن كل المعلومات الاستخبارية تؤكد أن حماس جاهزة للمواجهة، موضحا أن اسرائيل تعي أن المجتمع الدولي «لن يجلس صامتا حيال عملية في غزة، وبالتأكيد ليس بعد نقطة الخلل الاولى التي سيقتل فيها اطفال». وأضاف أن الأجهزة الأمنية تخشى أن تؤدي عملية عسكرية واسعة الى قتل الجندي الأسير جلعاد شليط، فضلاً عن أن الجيش يعي أنه حتى بعد العملية فإن اطلاق الصواريخ لن يتوقف. وأشار فيشمان الى حلول فصل الشتاء وصعوبة تنفيذ عمليات عسكرية خلاله. وفي المقابل تحدث فيشمان عن الأسباب التي تدعو الجيش للشروع سريعا في العملية وهي عدم مقدرة الجيش والحكومة على تبرير عدم التحرك عسكرياً امام اهالي البلدات المحيطة بالقطاع، فضلاً عن أن عدم التحرك سيؤدي الى المس بقوة الردع الإسرائيلية ويعمل على تآكلها. وأوضح أنه من الأفضل لإسرائيل ان تشن حملة عسكرية على القطاع في ظل وجود الرئيس بوش في الحكم.